رواية رحلة الشتاء والصيف: الحلقة الأولى - تيموليلت
هذه السيرة الذاتية التي أضعها اليوم بين يدي قراء موقع أزيلال أونلاين الأوفياء، مزيج من أدب الرحلة ، وبعض التفاصيل الشخصية في قالب روائي متواضع
جدا،أنشرها لأول مرة بهذا الموقع الرائع هدية للجميع ، وهدية لإقليم أزيلال الحبيب، ولسكانه أينما وجدوا.وقبل البدء أود أن أبين بعض الحيثيات التي لابد منها لفهم
واستيعاب مضامين الحكي كما يلي:
*الرواية تنقسم إلى فصلين هما رحلة الشتاء و رحلة الصيف لماذا هذه التسمية؟
*رحلة الشتاء وقعت أحداثها في بداية شهر غشت من سنة 1996 بدءا من تيموليلت إلى شمال المغرب، مرورا بالعديد من المدن الكبرى و الصغرى، رجوعا إلى
تيموليلت ثم مراكش. وبما أن الشمال يتسم عموما ببرودته وغزارة أمطاره شتاء ، واعتدال جوه صيفا ، لهذا سميت الفصل الأول " رحلة الشتاء " مجازا
*رحلة الصيف : تفاصيل لرحلة منطلقها تيموليلت في اتجاه جنوب المغرب مرورا بالأطلس المتوسط ، قبل العودة إلى نقطة البدء . خلال شهر غشت أيضا ولكن سنة
1997 .وبما أن جنوب المغرب يتسم بالحرارة المفرطة ، فقد ارتأيت أن أسمي هذا الفصل من الرواية : رحلة الصيف
* أول حلقة كانت بعد نهاية السنة الدراسية ، و العودة من العمل بهضاب الرحامنة ، وفراق أصدقائي الأساتذة بمراكش .
*سيلاحظ القارئ أن بعض الصور المدرجة قديمة والأمر طبيعي ما دامت تؤرخ لحقبة خلت منذ عشر سنوات و نيف.
*أتمنى أن أقدم لكم إنتاجا في المستوى، وصدري أرحب لكل الملاحظات الموضوعية ، والانتقادات البناءة، والاستفسارات و التساؤلات. وإليكم أعزائي
الحلقة الأولى:
بدأ الرحيل في مراكش غداة نهاية السنة ... رحيل جماعي و فردي..و خرجت من ذاكرة إلى أخرى، أخترق غياهب الزمن القريب، تجتاحني قشعريرة الفرح أحيانا و
زعزعة الألم أحيانا..ثمة أشياء حدثت ما يزال صداها يتردد في أعماق، أعماق ذاتي ، به أنتشي أو أتعذب،حلم الرحيل الحقيقي أفل بتعذر السفر إلى ايطاليا ،و كأن
الحافلة التي امتطيتها،كانت ستتوجه بي إلى ميلانو ،فإذا بها بغتة تحملني إلى تيموليلت في غاية التعب مرهقا...كان جسمي مثل وردة رحل عنها الربيع و هاجمها الصيف
وهاهي ذي تذبل رويدا رويدا ... مضيت أهوي إلى قاع المأساة ،وسرعان ما تكالبت علي الحوادث بمرارتها...ثمة أشياء بالغة الاحتمال، ثمة أشياء أصبح معها جسدي
آيلا للانهيار، وخفت أن أسقط وألا أقوم بعها أبدا، كنت أتأبط كيس دواء في كل الوجبات عله يسعفني في محنتي..لقد أضحى جسدي مثخنا بالآلام، مرتعا
للأوجاع..أمراض الكلي و الأمعاء والمعدة في ذات الآن..كأني أدفع فاتورة الحساب في بوابة المغادرة لعزرائيل،حين تباغتك سكرات الذي لايستبطئ أحدا ولايستأخره
...
و رغم ذلك فقد ازدادت حالتي سوءا وتدهورا، وسط جو مشحون، مكهرب، متوتر ... كنت كقيثارة يعزف الكل على أوتار أعصابي المحترقة ... فريق الصبية الذين لا
تخطئ أصواتهم الحادة طريقها إلى الأذان وهم ينادون بكل ما تبقى من قاموس الانتساب...جو اختلط فيه الحابل بالنابل، انه أمر بالغ الألم بالنسبة إلي...إن الأحداث التي
عبرت حياتي في سنة خلت أرهقتني وما جئت إلى مسقط رأسي إلا باحثا عن راحة عميقة، دواء لذات متعبة..كنت أبحث عن سعادة وراحة تفعمني ،فإذا هو شقاء
يجللني..وفي خضم ذلك جمعت حقيبتي وأمتعتي ووليت وجهي قبلة قمم الأطلس ...كان علي أن أرحل، وان كان ثمة أوجاع تستوطن باستمرار أحشائي..وخفت أن أكون
قد تناولت وابتلعت ترهات لعاشق مجنون..أضناه الانتظار في كواليس الصبر ،وهو بالفعل ما حدث ..انه أمر لا يطاق ..لكنه حدث،ذلك أن شكوكي أوصلتني إلى يقين
مرير..دأبت على إيجاد حل لمعضلتي طول الوقت ..وما إن غادرت تيموليلت،حتى شعرت أن تلك الوخزات التي أرقتني كثيرا بدأت تهدأ..وابتلعتني دوامة تفكير لا
متناهية أنستني ما يدور حوالي؛في لحظة زفت فيها لحظة الرحيل...
الحسين العمراني
تيموليلت في: 1/8/1996
هذه السيرة الذاتية التي أضعها اليوم بين يدي قراء موقع أزيلال أونلاين الأوفياء، مزيج من أدب الرحلة ، وبعض التفاصيل الشخصية في قالب روائي متواضع
جدا،أنشرها لأول مرة بهذا الموقع الرائع هدية للجميع ، وهدية لإقليم أزيلال الحبيب، ولسكانه أينما وجدوا.وقبل البدء أود أن أبين بعض الحيثيات التي لابد منها لفهم
واستيعاب مضامين الحكي كما يلي:
*الرواية تنقسم إلى فصلين هما رحلة الشتاء و رحلة الصيف لماذا هذه التسمية؟
*رحلة الشتاء وقعت أحداثها في بداية شهر غشت من سنة 1996 بدءا من تيموليلت إلى شمال المغرب، مرورا بالعديد من المدن الكبرى و الصغرى، رجوعا إلى
تيموليلت ثم مراكش. وبما أن الشمال يتسم عموما ببرودته وغزارة أمطاره شتاء ، واعتدال جوه صيفا ، لهذا سميت الفصل الأول " رحلة الشتاء " مجازا
*رحلة الصيف : تفاصيل لرحلة منطلقها تيموليلت في اتجاه جنوب المغرب مرورا بالأطلس المتوسط ، قبل العودة إلى نقطة البدء . خلال شهر غشت أيضا ولكن سنة
1997 .وبما أن جنوب المغرب يتسم بالحرارة المفرطة ، فقد ارتأيت أن أسمي هذا الفصل من الرواية : رحلة الصيف
* أول حلقة كانت بعد نهاية السنة الدراسية ، و العودة من العمل بهضاب الرحامنة ، وفراق أصدقائي الأساتذة بمراكش .
*سيلاحظ القارئ أن بعض الصور المدرجة قديمة والأمر طبيعي ما دامت تؤرخ لحقبة خلت منذ عشر سنوات و نيف.
*أتمنى أن أقدم لكم إنتاجا في المستوى، وصدري أرحب لكل الملاحظات الموضوعية ، والانتقادات البناءة، والاستفسارات و التساؤلات. وإليكم أعزائي
الحلقة الأولى:
بدأ الرحيل في مراكش غداة نهاية السنة ... رحيل جماعي و فردي..و خرجت من ذاكرة إلى أخرى، أخترق غياهب الزمن القريب، تجتاحني قشعريرة الفرح أحيانا و
زعزعة الألم أحيانا..ثمة أشياء حدثت ما يزال صداها يتردد في أعماق، أعماق ذاتي ، به أنتشي أو أتعذب،حلم الرحيل الحقيقي أفل بتعذر السفر إلى ايطاليا ،و كأن
الحافلة التي امتطيتها،كانت ستتوجه بي إلى ميلانو ،فإذا بها بغتة تحملني إلى تيموليلت في غاية التعب مرهقا...كان جسمي مثل وردة رحل عنها الربيع و هاجمها الصيف
وهاهي ذي تذبل رويدا رويدا ... مضيت أهوي إلى قاع المأساة ،وسرعان ما تكالبت علي الحوادث بمرارتها...ثمة أشياء بالغة الاحتمال، ثمة أشياء أصبح معها جسدي
آيلا للانهيار، وخفت أن أسقط وألا أقوم بعها أبدا، كنت أتأبط كيس دواء في كل الوجبات عله يسعفني في محنتي..لقد أضحى جسدي مثخنا بالآلام، مرتعا
للأوجاع..أمراض الكلي و الأمعاء والمعدة في ذات الآن..كأني أدفع فاتورة الحساب في بوابة المغادرة لعزرائيل،حين تباغتك سكرات الذي لايستبطئ أحدا ولايستأخره
...
و رغم ذلك فقد ازدادت حالتي سوءا وتدهورا، وسط جو مشحون، مكهرب، متوتر ... كنت كقيثارة يعزف الكل على أوتار أعصابي المحترقة ... فريق الصبية الذين لا
تخطئ أصواتهم الحادة طريقها إلى الأذان وهم ينادون بكل ما تبقى من قاموس الانتساب...جو اختلط فيه الحابل بالنابل، انه أمر بالغ الألم بالنسبة إلي...إن الأحداث التي
عبرت حياتي في سنة خلت أرهقتني وما جئت إلى مسقط رأسي إلا باحثا عن راحة عميقة، دواء لذات متعبة..كنت أبحث عن سعادة وراحة تفعمني ،فإذا هو شقاء
يجللني..وفي خضم ذلك جمعت حقيبتي وأمتعتي ووليت وجهي قبلة قمم الأطلس ...كان علي أن أرحل، وان كان ثمة أوجاع تستوطن باستمرار أحشائي..وخفت أن أكون
قد تناولت وابتلعت ترهات لعاشق مجنون..أضناه الانتظار في كواليس الصبر ،وهو بالفعل ما حدث ..انه أمر لا يطاق ..لكنه حدث،ذلك أن شكوكي أوصلتني إلى يقين
مرير..دأبت على إيجاد حل لمعضلتي طول الوقت ..وما إن غادرت تيموليلت،حتى شعرت أن تلك الوخزات التي أرقتني كثيرا بدأت تهدأ..وابتلعتني دوامة تفكير لا
متناهية أنستني ما يدور حوالي؛في لحظة زفت فيها لحظة الرحيل...
الحسين العمراني
تيموليلت في: 1/8/1996